الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية المنصف المرزوقي، وليبيا، ومساعدة «الشرعية»

نشر في  22 ماي 2014  (10:19)

أصدرت الرئاسة المؤقتة من قصر قرطاج بيانا أكّدت فيه مساندة تونس للشعب الليبي ووقوفها الى جانبه في «وجه كلّ التهديدات الموجّهة ضدّ الشرعية».. كما تؤكّد «من جديد على استعداد تونس للقيام بكلّ ما يراه أشقّاؤنا صالحا في ليبيا من أجل صدّ كل الأخطار»
ومرّة أخرى يبرهن الرئيس المؤقت على انّه لا يفقه شيئا في السياسة الخارجية وذلك للأسباب التالية: انّ ما يجري في ليبيا أمر يهم بالأساس الشعب الشقيق،  وقد كان من المفروض ان يدعو المرزوقي الى الحوار والى الحوار فقط.. انّ مجهودات السيد خليفة حفتر للقضاء علي الارهاب والحركة الدينية المتطرّفة والتخلّص من عشرات ملايين قطع الأسلحة المنتشرة في الشوراع وانهاء انحياز الدولة للعنف والارهاب والقاعدة «ضدّ» الحكومة «الشرعيّة» التي انتخبت في ظروف عنيفة وغير شفّافة، أمر ليبي داخلي لا يهم المنصف المرزوقي ولا غيره.. فلا يمكن للرئيس المؤقت ان يتكلّم باسم تونس في مثل هذه الحال، بل وليس من حقّه  ان يتكلّم باسمي وباسم الملايين من الديمقراطيين في بلادنا..
انّ العلاقات الدولية لا ترتكز على المبادئ بل على المصالح والمصالح فقط ولا دخل للنظريات في العلاقات بين الدول.. انّ من مصلحة تونس ان يعوّض نظام ديمقراطي نظاما يسمح للارهاب و«القاعدة» بالتمركز على أراضيه مهما كان اسم البلاد.. فمن مصلحتنا ان تكون الجزائر وليبيا خاليتين من كلّ نظام متشدّد أو مساند للارهاب.. ونحن نعلم انّ في تونس متشدّدين دينيين ومتطرفين واشخاصا غير مسؤولين سيضعفون  ـ حتما ـ إذا سقط أيّ نظام عنيف ومتحالف مع القاعدة في منطقتنا!
ثمّ ما معنى ان يؤكّد قصر قرطاج من جديد استعداد تونس للقيام بكل ما يراه أشقاؤنا صالحا من اجل المساعدة ضدّ الأخطار».. فهل هذا يعني ان جيشنا سيتدخّل في ليبيا لمواجهة المتشدّدين والارهابيين؟!
مسكينة تونس.. فلو صمت قصر قرطاج لكانت صورتنا في المنطقة والعالم أحسن! علما انّ مثل هذا الموقف لن يضمن للمترشّح المرزوقي  أصوات المتشدّدين الدينيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة..

المنصف بن مراد